سورة محمد | للقراءة من المصحف بخط كبير واضح
استماع mp3 | التفسير الميسر | تفسير الجلالين |
إعراب الصفحة | تفسير ابن كثير | تفسير القرطبي |
التفسير المختصر | تفسير الطبري | تفسير السعدي |
الصفحة رقم 508 مكتوبة بالرسم العثماني
إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ (12) وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ (13) أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم (14) مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ (15) وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ (16) وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ (17) فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ (18) فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ (19)
إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ (12) وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ (13) أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم (14) مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ (15) وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ (16) وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ (17) فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ (18) فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ (19)
التفسير الميسر الصفحة رقم 508 من القرآن الكريم
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ
وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ
(12)
إن الله يدخل الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات جنات تجري من
تحت أشجارها الأنهار تَكْرِمَةً لهم, ومثل الذين كفروا في أكلهم وتمتعهم بالدنيا,
كمثل الأنعام من البهائم التي لا همَّ لها إلا في الاعتلاف دون غيره, ونار جهنم
مسكن لهم ومأوى.
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ
الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13)
وكثير من أهل قرى كانوا أشد بأسًا من أهل قريتك -أيها الرسول, وهي
"مكة"- التي أخرجتك, دمَّرناهم بأنواع من العذاب, فلم يكن لهم نصير ينصرهم من عذاب
الله.
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ
سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)
أفمن كان على برهان واضح من ربه والعلم بوحدانيته, كمن حسَّن له الشيطان
قبيح عمله, واتبع ما دعته إليه نفسه من معصية الله وعبادة غيره مِن غير حجة ولا
برهان؟ لا يستوون.
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ
مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى
وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ
خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
(15)
صفة الجنة التي وعدها الله المتقين: فيها أنهارٌ عظيمة من ماء غير
متغيِّر, وأنهار من لبن لم يتغيَّر طعمه, وأنهار من خمر يتلذذ به الشاربون, وأنهار
من عسل قد صُفِّي من القذى, ولهؤلاء المتقين في هذه الجنة جميع الثمرات من مختلف
الفواكه وغيرها, وأعظم من ذلك السَّتر والتجاوزُ عن ذنوبهم, هل مَن هو في هذه الجنة
كمَن هو ماكث في النار لا يخرج منها, وسُقوا ماء تناهى في شدة حره فقطَّع
أمعاءهم؟
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ
عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ
(16)
ومن هؤلاء المنافقين مَن يستمع إليك -أيها النبي- بغير فهم؛ تهاونًا
منهم واستخفافًا, حتى إذا انصرفوا من مجلسك قالوا لمن حضروا مجلسك من أهل العلم
بكتاب الله على سبيل الاستهزاء: ماذا قال محمد الآن؟ أولئك الذين ختم الله على
قلوبهم, فلا تفقه الحق ولا تهتدي إليه, واتبعوا أهواءهم في الكفر
والضلال.
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ
(17)
والذين اهتدوا لاتِّباع الحق زادهم الله هدى, فقوي بذلك هداهم, ووفقهم
للتقوى, ويسَّرها لهم.
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً
فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ
(18)
ما ينتظر هؤلاء المكذبون إلا الساعة التي وُعدوا بها أن تجيئهم فجأةً,
فقد ظهرت علاماتها ولم ينتفعوا بذلك, فمن أين لهم التذكر إذا جاءتهم
الساعة؟
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)
فاعلم -أيها النبي- أنه لا معبود بحق إلا الله, واستغفر لذنبك, واستغفر
للمؤمنين والمؤمنات. والله يعلم تصرفكم في يقظتكم نهارًا, ومستقركم في نومكم
ليلا.
تفسير الجلالين الصفحة رقم 508 من القرآن الكريم
12 - (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين
كفروا يتمتعون) في الدنيا (ويأكلون كما تأكل الأنعام) ليس لهم هم إلا بطونهم
وفروجهم ولا يلتفتون إلى الآخرة (والنار مثوى لهم) منزل ومقام ومصير
13 - (وكأين) وكم (من قرية) أريد بها أهلها (هي أشد قوة من قريتك) قوة أهل مكة (التي أخرجتك) روعي لفظ قرية (أهلكناهم) روعي معنى قرية الأولى (فلا ناصر لهم) من إهلاكنا
14 - (أفمن كان على بينة) حجة وبرهان (من ربه) وهم المؤمنون (كمن زين له سوء عمله) فرآه حسنا وهم كفار مكة (واتبعوا أهواءهم) في عبادة الأوثان أي لا مماثلة بينهما
15 - (مثل) صفة (الجنة التي وعد المتقون) المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره (فيها أنهار من ماء غير آسن) بالمد والقصر كضارب وحذر أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع (وأنهار من خمر لذة) لذيذة (للشاربين) بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب (وأنهار من عسل مصفى) بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطن النحل يخالط الشمع وغيره (ولهم فيها) أصناف (من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم (كمن هو خالد في النار) خبر مبتدأ مقدر أي أمن هو في هذا النعيم (وسقوا ماء حميما) أي شديد الحرارة (فقطع أمعاءهم) أي مصارينهم وهو جمع معى بالقصر وألفه عن ياء لقوامهم معيان
16 - (ومنهم) أي الكفار (من يستمع إليك) في خطبة الجمعة وهم المنافقون (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم) لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية (ماذا قال آنفا) بالمد والقصر أي الساعة أي لا نرجع إليه (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) بالكفر (واتبعوا أهواءهم) في النفاق
17 - (والذين اهتدوا) وهم المؤمنون (زادهم) الله (هدى وآتاهم تقواهم) ألهمهم ما يتقون به النار
18 - (فهل ينظرون) ما ينتظرون أي كفار مكة (إلا الساعة أن تأتيهم) بدل اشتمال من الساعة أي ليس الأمر إلا أن تاتيهم (بغتة) فجأة (فقد جاء أشراطها) علاماتها منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان (فأنى لهم إذا جاءتهم) الساعة (ذكراهم) تذكرهم أي لا ينفعهم
19 - (فاعلم أنه لا إله إلا الله) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة (واستغفر لذنبك) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة (وللمؤمنين والمؤمنات) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم (والله يعلم متقلبكم) متصرفكم لأشغالكم في النهار (ومثواكم) مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم
13 - (وكأين) وكم (من قرية) أريد بها أهلها (هي أشد قوة من قريتك) قوة أهل مكة (التي أخرجتك) روعي لفظ قرية (أهلكناهم) روعي معنى قرية الأولى (فلا ناصر لهم) من إهلاكنا
14 - (أفمن كان على بينة) حجة وبرهان (من ربه) وهم المؤمنون (كمن زين له سوء عمله) فرآه حسنا وهم كفار مكة (واتبعوا أهواءهم) في عبادة الأوثان أي لا مماثلة بينهما
15 - (مثل) صفة (الجنة التي وعد المتقون) المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره (فيها أنهار من ماء غير آسن) بالمد والقصر كضارب وحذر أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع (وأنهار من خمر لذة) لذيذة (للشاربين) بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب (وأنهار من عسل مصفى) بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطن النحل يخالط الشمع وغيره (ولهم فيها) أصناف (من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم (كمن هو خالد في النار) خبر مبتدأ مقدر أي أمن هو في هذا النعيم (وسقوا ماء حميما) أي شديد الحرارة (فقطع أمعاءهم) أي مصارينهم وهو جمع معى بالقصر وألفه عن ياء لقوامهم معيان
16 - (ومنهم) أي الكفار (من يستمع إليك) في خطبة الجمعة وهم المنافقون (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم) لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية (ماذا قال آنفا) بالمد والقصر أي الساعة أي لا نرجع إليه (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) بالكفر (واتبعوا أهواءهم) في النفاق
17 - (والذين اهتدوا) وهم المؤمنون (زادهم) الله (هدى وآتاهم تقواهم) ألهمهم ما يتقون به النار
18 - (فهل ينظرون) ما ينتظرون أي كفار مكة (إلا الساعة أن تأتيهم) بدل اشتمال من الساعة أي ليس الأمر إلا أن تاتيهم (بغتة) فجأة (فقد جاء أشراطها) علاماتها منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان (فأنى لهم إذا جاءتهم) الساعة (ذكراهم) تذكرهم أي لا ينفعهم
19 - (فاعلم أنه لا إله إلا الله) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة (واستغفر لذنبك) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة (وللمؤمنين والمؤمنات) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم (والله يعلم متقلبكم) متصرفكم لأشغالكم في النهار (ومثواكم) مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم
الصفحة رقم 508 من المصحف تحميل و استماع mp3